Considerations To Know About المرأة والفلسفة
Considerations To Know About المرأة والفلسفة
Blog Article
ومن الدارسين من يؤثر الاقتصار على الجانب المعياري النسوي لتحديد النسوية، فالنسوي عنده من يعتقد أن المرأة مثل الرجل في استحقاق الحقوق أو الاحترام أو كيت وكيت، ولايلزمه أن يعترف بأن المرأة محجوبة عن قضية هذا الاستحقاق في أرض الواقع. ولكن لئن جارينا هذا التحديد، ليخرجن من نطاق النسوية ما يدور في أرض الواقع من الخلاف بين من يسمون أنفسهم نسويين ومن الخلاف بينهم وبين غيرهم، ولتضيقن دائرة النسوية بكثير ممن لا يكتفي بتوحيد فكره بالنسوية، بل يجاوز الفكر إلى الواقع والتفكير في العقل إلى التطبيق في الحياة، حتى يجعله أساسا لانتماءه في السياسة.
في كل ما سبق، تساءلنا عن مكانة المرأة في التفكير الفلسفي، وقدرتها على ولوج عالم الفلسفة دون اعتبار لجنسها، ولكن الباحثة في الفلسفة، في الشرق تحديدا، ستجد طبقةً أخرى من التمييز ستقصيها أكثر لتجد نفسها في الطبقة الرابعة، ربما، من الاعتراف، فإن كان المفكر الغربي لا يعترف بقدرة المرأة الغربية على التفكير والتفلسف، فهو كذلك لا يتعرف بقدرة الرجل الشرقي على ذلك. كما أن المرأة الغربية التي تحتل مكانةً ثانية في بلادها، تحاول إثبات مكانتها عبر المرأة الشرقية، وهو ما جرى في رحلات الاستشراق وكتابات الغربيات حول نساء الشرق التي تدور جلها حول إثبات تفوقها على المرأة الشرقية من جهة وإثبات ذاتها كمفكرة ورحّالة للرجل الغربي من جهة أخرى.
ما مضى كان فيما بين من يعتزي إلى النسوية، وما لايسع إغفاله هنا كذلك موقف من لاينتمي إليها ، فإنهم أيضا يتخذون موقفا معياريا للتعامل مع المرأة وآخر وصفيا لحالها.
ولكن لم يعدم هذا التموج في مجرى الحركة النسوية نقدا، لقد أخذ عليه أنصار للحركة أنه يطوي كشحه على حقيقة أنه لم يأت على البشرية حين من الدهر، لم يلق فيه سيطرة الرجال مقاومة ومنافحة، ثم يأخذون عليه أنه يوحي بأن هذه المقاومة مقصورة على بعض النسوة من البيض في مناطق الغرب في عقود أخيرة، ولكن الحقيقة أن كثيرا من الثقافات غير الغربية ولا الأوروبية أيضا على مر التاريخ احتضنت أمثلة لمثل هذه المقاومة والمنافحة.
فالبنى لاتتسم بالاضطهاد إلا إذا تركبت في نظام أوسع، يؤثر بعضا على بعض أثرة فيظلم ويحيف. فالتحيز الجنسي يؤثر كلا من الرجل والمرأة على صاحبه، فيضر بكل منهما (بل بعض المقارنات تعطي أن الرجل أكثر تحملا للضرر فيها من المرأة)، ولكن النساء في أكثر الأحيان أكثر تضررا من الرجال. ثم لانستطيع في العرف المتبع الآن أن نسيء الظن بالفئات التي تتمتع بالأثرة على غيرها فننسب إلى أعضاءها أنهم نسجوا الأنظمة أثرية عن عمد، فإنها أحيانا توورثت هكذا كابرا عن كابر وأخرى تتكيف بهذا الوصف الأثري الاضطهادي من حيث لايشعر صناعها.
وللوهلة الأولى، ستظن المرأة حينما تقرأ خطابهم الفلسفيّ التحرري والثوريّ أنهم يحثّونها على الإمساك بزمام أمورها، وأن تتحرر من الثقل التاريخي والاجتماعي المكبّل لقيمتها الإنسانية، ولكن شاهد المزيد حينما تقرأ مقولاتهم عن المرأة في موضع آخر، فستجد شأنًا آخر، وربما يكون مناقضًا تمامًا.
ننوه بأن الترجمة هي للنسخة المؤرشفة في الموسوعة، والتي قد تختلف قليلًا عن النسخة الدارجة للمقالة، حيث أنه قد يطرأ على الأخيرة بعض التعديل منذ تتمة هذه الترجمة. وختامًا، نخصّ بالشكر محرري موسوعة ستانفورد على تعاونهم، واعتمادهم للترجمة والنشر على مجلة حكمة.
خالد الصعيدى يكتب ممكن سؤال لى فى قلبك مكـــــان او ود او حبت حــــــنان ولا ولــى الزمـــــــــــان والحـــــــب هـــــــــــان ...
. لذلك فكل العلوم هي علوم إنسانية من زاوية إنجازها الفعلي، فلا يمكن تعيين خصائصها بمعزل عن ملامح الثقافة الإنسانية والتاريخ الإنساني واللغة الإنسانية والخبرة الإنسانية والاحتياجات والاهتمامات الإنسانية”( يمُنى طريف الخولي, مشكلة العلوم الإنسانية: تقنينها وإمكانية حلها، دار الثقافة، القاهرة ١٩٩٠.
وأما المراجع التي نشير إليها فغيض من فيض مما يتصل بموضوعنا مما هو متاح. فإن أردت فهارس كاملة لذلك، فعليك من الموسوعة بالمقالات المعنية بالنواحي الجزئية للنسوية وسنسردهها في نهاية هذا المقال أيضا.
إن لمصطلح النسوية إطلاقات شتى، ففي تحديد معناها اختلاف. فبعض الكتاب يأتون بها دالة على حركة سياسية، ثارت في الولايات المتحدة وأوروبا في زمن معين، وبعض منهم يطلقونها على رؤية ترى أن المرأة تتكبد أنواعا من الاضطهاد وألوانا من الظلم، وإن كانت هذه الأنواع وهذه الألوان أيضا مختلفا فيها. لاشك أن اللغة الإنجليزية قرن فيها مصطلح النسوية بالنشاط الذي نشطته النسوة وبدأنه في عجز القرن التاسع عشر ولايزال مستمرا، وتبادر إلى الذهن – كلما أطلق – هذا النشاط، ولكن يملي علينا الأمر الواقع أن نفرق ببن النسوية حركة ونشاطا سياسا وبينها فكرا ورؤية؛ لأن الزمان لم يخل –حتى قبل نشوب الحركة السياسية المنظمة القوية ذات الحيوية لتحرير المرأة من العبودية والذل والهوان– من أناس، اهتموا بإيصال العدل للمرأة، وضربوه في إطار فكري نظري.
لكن، ماذا عن اليوم، وهل تغيّرت النظرة تجاه المرأة في الخطاب الفلسفيّ، وهل باتت تشارك فعليا في حقل الفكر والفلسفة في الوقت الحاضر في ظل ما نراه من حضور نسوي؟
هذا النوع من القولبة التي تعتبر المرأة من خلالها تتحدث باسم النساء وإلى جمهور من نساء حصراً، يحدث في أماكن أخرى غير رفوف المكتبات. وروت عدة فيلسوفات معاصرات كيف يطلب إليهن التدريس في مجال الحركة النسوية وقضايا الجندر حتى عندما لا يكون لذلك علاقة بتخصصهن البحثي، أو كيف يقترح عليهن إلقاء كلمات في مؤتمرات فلسفية عن «الفلسفة النسوية» بينما كن يأملن بالتحدث عن «مفهوم الزمن» أو «حدود المعرفة» مثلاً.
لقد أمدت النسوية الفلسفة بمادة غزيرة من المنازع في مجالي الأخلاق (راجع مدخل الأخلاق النسوية) والسياسة (راجع مدخل الفلسفة السياسية النسوية)، وأساليب جديدة لإثارة السؤال والجواب عنه، ومناقشة الرؤى والطرق الفلسفية السائدة مناقشة ناقدة بناءة وأبرزت للفلسفة مواضيع جديدة، لم تدل حولها قبل، ثم هي لم تقتصر على رواية دون رواية، بل تعرضت لكل رواية فلسفية مهمة مثل التحليلية والذرائعية الأمريكية وفلسفة القارة الأوروبية. ومن شاء أن يلم بهذه الخطى النسوية الفلسفية، فليراجع في هذه الموسوعة ما صنف حول مناهج النسوية من المقالات، فإنها عنيت بتأثير الروايات الفلسفية المهمة في الأدب النسوي، وسعت بحثا عن آفاق جديدة لإيجاد الأواصر بين النسوية والروايات الفلسفية.